الصفحة 651 من 952

نعيد القسم: أن يقصد بعمله ثمرةً أو نتيجةً نهى الشرع عن قصدها أو النظر إليها سواءٌ تبعًا أو استقلالاً، ففي هاذا القسم يكون قصد هاذا حرامًا مبطلاً للعمل، وهو من الشرك، مثل: أن يقصد الذكر، أو يقاتل حميةً أو شجاعةً، أو غير ذلك مما ورد الشرع بالنهي عن قصده.

الدليل على هاذا أنه لا يصح قصده تبعًا ولا استقلالاً: ما رواه أبو داود والنسائي بسند جيد عن أبي أمامة قال: جاء رجل إلى النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: يا رسول الله -انتبه! يسأل هاذا الرجل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( أرأيت رجلاً غزا يلتمس الأجر والذكر ) )يعني: يطلب الأجر من الله، والذكر من الناس (( ما له؟ ) )يعني: أي شيء له؟ قال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( لا شيء له ) )، فأعادها عليه ثلاثاً يسأله: أرأيت رجلاً غزا يلتمس الأجر والذكر ما له؟ كل ذلك يقول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( لا شيء له ) ). ثم قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا وابتغي به وجهه ) ). وهاذا يدل على أنه لا يصح مثل هاذا القصد، يقول: فهاذا دليل صريح في أن قصد هاذه الأمور، ولو كان تبعًا يبطل العمل، والله تعالى أعلم.

شرح

كتاب التوحيد

الذي هو حق الله على العبيد

لشيخ الإسلام والمسلمين مجدد الدين

محمد بن عبد الوهاب التميمي المشرفي

-رحمه الله تعالى-

لفضيلة الشيخ

بسم الله الرحمان الرحيم

[المتن]

باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم أرباباً من دون الله

وقال ابن عباس: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول: قال رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وتقولون: قال أبو بكر وعمر؟!

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام