وقال الإمام أحمد: عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته، يذهبون إلى رأي سفيان، والله تعالى يقول: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [1] أتدري ما الفتنة؟ الفتنة: الشرك، لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك.
عن عدي بن حاتم: أنه سمع النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقرأ هاذه الآية: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ} [2] فقلت له: إنَّا لسنا نعبدهم؟ قال: (( أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلّون ما حرم الله فتحلونه؟ ) )فقلت: بلى. قال: (( فتلك عبادتهم ) ). رواه أحمد، والترمذي وحسنه.
[الشرح]
قال المؤلف رحمه الله: (بابٌ من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم أرباباً) .
مناسبة هاذا الباب لكتاب التوحيد: أن طاعة العلماء والأمراء في تحليل الحرام، أو تحريم الحلال من الشرك، وهو من الشرك الواقع في الرّبوبية من حيث التشريع، أي: من حيث فعل العلماء والأمراء، وهو من شرك الطاعة والعبادة في حق من أطاعهم في التحليل والتحريم، يعني: تحليل ما حرَّم الله، وتحريم ما أحلَّ الله له جانبان:
(1) سورة: النور، الآية (63) .
(2) سورة: التوبة، الآية (31) .