الصفحة 792 من 952

أنَّ من الأحكام الشرعية وكذلك الأحكام القدرية التي يجريها الله -عز وجل- على العبد ما قد يكون المقصود منه الامتثال لا حصول الفعل، وهاذا مثال واضح في قصة إبراهيم -عليه السلام-، وكذلك واضح في هاذا، حيث إنَّ الله -سبحانه وتعالى- لم ينقص هاذا من ماله شيئاً، فإنَّ الملك لم يأخذ من ماله شيئاً، إنما اختبر هاذا حتى حصل منه الامتثال وبذل المال، فلما كان ذلك قال له: (( أمسك مالك، فإنما ابتليتم ) ). يعني: إنما وقع الاختبار والامتحان عليكم بهاذا (( فقد رضي الله عنك، وسخط على صاحبيك ) ). (( رضي الله عنك ) )ورضا الله -جل وعلا- صفة من صفاته -سبحانه وتعالى-، وهو غاية ما يسعى إليه الساعون ويطلبه الصادقون. (( رضي الله عنك ) )بما جرى منك من شكر الله لنعمته. (( وسخط على صاحبيك ) )اللذين كفرا نعمة الله عليهما، وجحدا إنعامَ الله، وبخلا بالمال.

الشاهد من هاذا الحديث:

بيان حال من إذا أُنعِم عليه شَكَر، وحال من إذا أُنعِم عليه كَفَر، فحال هاذا الرضا، حال من شكر الرضا، وحالُ من كَفَر السخَط، وقد يحُل به عقاب الله -جل وعلا- في الدنيا قبلَ الآخرة، وهاذا يُوحب أن يحذَرَ المؤمن من كُفرِ النعمة، ولو كان هاذا الكفر بأن ينسب النعمة إلى نفسه، ولذلك ليحذر المؤمن من قوله: هاذا لي، أو هاذا عندي، فإنَّ هاذه الأقوال مما يغفُل بها الإنسان عن نعمة الله وفضله، ويعتد بما عنده من المُكنة والقدرة التي هي من إفضال الله وإنعامه وإحسانه.

[المتن]

فيه مسائل:

الأولى: تفسير الآية.

الثانية: ما معنى: {لَيَقُولَنَّ هاذا لِي} ؟

[الشرح]

تفسير الآية تقدم، وهي ليست آية واحدة، أو ليست آية كاملة، إنما هي جزء آية في قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هاذا لِي} الآية في سورة فصلت.

الشيخ أراد الآية كلها ولذلك قال: (الآية) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام