الصفحة 430 من 952

تكلمنا على هاذا وقلنا: إن الجنوب والشمال داخل في المشارق والمغارب؛ لأنه ما من مكان إلا وله مشرق ومغرب في الشمال والجنوب، وإنما ذكر المشرق والمغرب لأنه أمر يدركه كل أحد بخلاف الجنوب والشمال، فإنه يخفى على من لا يعرف الجغرافيا ولا يعرف الجهات، أما الشمس فشروقها وغروبها يدركه العالم والعامي، الصغير والكبير، الحاضر والبادي، الجاهل والمتعلم، كلٌّ يدرك مشرق الشمس ويدرك مغربها.

[المتن]

وإخباره بأنه أعطي الكنزين، وإخباره بإجابة دعوته لأمته في الاثنتين، وإخباره بأنه منع الثالثة، وإخباره بوقوع السيف، وأنه لا يرفع إذا وقع، وإخباره بظهور المتنبئين في هاذه الأمة، وإخباره ببقاء الطائفة المنصورة، وكل هاذا وقع كما أخبر، مع أن كل واحدة منها من أبعد ما يكون في العقول.

[الشرح]

كل هاذه آيات للنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ لأنّ الآية هي البرهان الدال على صدق من جرت له هاذه الآية، وكل هاذه براهين دالة على صدقه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ لأنها وقعت موافقة لما أخبر به -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ-.

[المتن]

الثالثة عشرة: حصر الخوف على أمته من الأئمة المضلين.

[الشرح]

وذلك لشدة الضرر بهؤلاء، ولا يعارض هاذا قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( أخوف ما أخاف عليكم الدجال ) )فإن الدجال من الأئمة المضلين.

[المتن]

الرابعة عشرة: التنبيه على معنى عبادة الأوثان.

[الشرح]

نعم وأنه لا يقتصر فقط على صورة معينة، بل يشمل كل صرف عبادة لهؤلاء، فكل من صرف عبادة لهؤلاء فإنه قد وقع في عبادتهم، ومن عبادتهم موافقة أصحاب هاذه الأصنام على ما هم عليه من الشرك والكفر؛ لأن ذلك إيمان بالطاغوت، كما تقدم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام