الصفحة 261 من 952

وفيه عن أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: قام رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين أنزل عليه: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} فقال: (( يا معشر قريش -أو كلمة نحوها- اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئًا، يا صفية عمة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا أغني عنك من الله شيئًا، ويا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئًا ) ).

[الشرح]

هاذا الباب مناسبته لكتاب التوحيد ظاهرة، وهي: أنه لا يجوز صرف العبادة لأحد مهما كان، ولو بلغ من الجاه والمكانة عند الله عز وجل الدرجة العليا، فإن أعظم البشر جاهًا عند الله عز وجل رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ومع ذلك لم يتمكن عليه الصلاة والسلام أن يدفع عن نفسه الشر، وذلك فيما جرى له يوم أحد، ولا أن يجلب لأحد الخير من غير إذن الله تعالى، وذلك في قوله عليه الصلاة والسلام لقومه: (( لا أغني عنكم من الله شيئاً ) ). ويأتي إن شاء الله تعالى مزيد من التفصيل في هاذا في الشرح، المهم أن المناسبة ظاهرة، فإن هاذا الباب يبين أن الإنسان مهما بلغ من المكانة والجاه عند الله عز وجل فإنه لا يخرج عن كونه مربوبًا ضعيفًا مفتقرًا إلى الله جل وعلا، لا يتمكن من قضاء الحوائج إلا ما أمكنه الله منه.

ومناسبته للباب الذي قبله ظاهرة: أنه في الباب الذي قبله ذكر الاستغاثة، وقبله ذكر الاستعانة، والغالب أن المستعين والمستغيث يستغيث بمن يعتقد أنه قادر على كشف ما نزل به ورفع ما حل به أو دفع ما يخشاه ويخافه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام