الصفحة 262 من 952

وفي هاذا الباب بيان أن أعظم الناس جاهًا لا يتمكن من هاذا، فإذا كان أعظم الناس جاهاً لا يقدر على تحقيق هاذا فالسؤال منه عبث، هاذا فوق أنه شرك وكفر بالله عز وجل؛ لأن الإنسان إنما يسأل من ينتفع بسؤاله، ويطلب ممن يفيده الطلب منه، ويستغيث بمن يرجو منه كشف الكربات أو دفعها، فإذا كان لا يستطيع لا هاذا ولا هاذا فلا يسوغ الاستعاذة به، ولا يسوغ الاستغاثة به ولا دعاؤه.

المؤلف -رحمه الله- ذكر في هاذا الباب آيتين وحديثاً.

قال رحمه الله: باب قول الله تعالى: {أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191) وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا} . الاستفهام هنا استفهام إنكار وتعجيب من حال هؤلاء الذين غيبوا عقولهم وعطلوا أفكارهم، ووقعوا في أبين الضلال وأعظم الكفر: {أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئًا} والشرك هنا يشمل شرك الربوبية ويشمل شرك الإلهية:

شرك الربوبية بإثبات الفعل لهؤلاء.

وشرك الإلهية بصرف العبادة لهم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام