الرابعة عشرة -وهي أعجب وأعجب-: قراءتهم إياها في كتب التفسير والحديث، ومعرفتهم بمعنى الكلام، وكون الله حال بينهم وبين قلوبهم حتى اعتقدوا أن فعل قوم نوح هو أفضل العبادات، واعتقدوا أن ما نهى الله ورسوله عنه، فهو الكفر المبيح للدم والمال.
[الشرح]
يشير الشيخ -رحمه الله- إلى من يرى أن عدم تعظيم الأولياء -بالعكوف على قبورهم، والتشييد عليها، ودعائهم من دون الله، أنَّ هاذا- قصور في حقهم ونزول بهم عن المنزلة التي يستحقونها.
[المتن]
الخامسة عشرة: التصريح أنهم لم يريدوا إلا الشفاعة.
[الشرح]
نعم، إنهم لم يكونوا يعبدون هؤلاء عبادةً مستقلة، إنما يعبدونهم ليقربوهم إلى الله زلفى كما ذكر الله -جل وعلا-، فالتصريح ليس في ما ساقه المؤلف، لكنَّه معلوم من قوله تعالى: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [1] .
[المتن]
السادسة عشرة: ظنهم أن العلماء الذين صوروا الصور أرادوا ذلك.
[الشرح]
يعني: أرادوا عبادتهم من دون الله.
[المتن]
السابعة عشرة: البيان العظيم في قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ) ). فصلوات الله وسلامه على من بلَّغ البلاغ المبين.
[الشرح]
آمين! وجزاه الله عنا خير ما جزى به نبيّاً عن أمته.
[المتن]
الثامنة عشرة: نصيحته إيانا بهلاك المتنطعين.
التاسعة عشرة: التصريح أنها لم تعبد حتى نسي العلم، ففيها بيان معرفة قدر وجوده ومضرة فقده.
[الشرح]
يعني العلم، ولا شك أنه إذا وُجد العلم شاع الخير وانتشر، وإذا فُقِد العلم انتشر الشر، فبقدر ما في المجتمع من العلم وبقدر ما في الأمة من العلم بقدر ما تأمن من الشّرور، وأنت لاحظ كلّما كثر أهل العلم وطلابه في بلد من البلاد كثر خيره، وكلما قلَّ عددهم أو قلّ تأثيرهم شاع الشر وانتشر، ولذلك كان من علامات القيامة رَفْعُ العلم وظهور الجهل.
[المتن]
(1) سورة: الزمر، الآية (3) .