صحيح، وسيأتي مزيد بيان لهاذا في الباب القادم إن شاء الله، حيث إن التماثيل آلت بالناس إلى أن عبدوها من دون الله عز وجل.
[المتن]
الثالثة عشرة: معرفة عظم شأن هاذه القصة، وشدة الحاجة إليها مع الغفلة عنها.
[الشرح]
قصة؟ يشير إلى قصة عبادة قوم نوح للصالحين، كما قال الشيخ -رحمه الله- هاذه القصة عظيمة الشأن، وتحتاج من أهل التعليم أن يذكروها للناس في مجامعهم، وأن يذكِّروهم بها حتى يقصروا عن التعظيم، لا سيما في البلدان التي يرى الناس فيها أن الرّكوع وأن تقبيل يد العالم أنه مما يجب، وأن دونَ ذلك يكون قصورًا، هاذا أقل ما يكون من وسائل التعظيم عند هؤلاء، وإلا فعندهم من العظائم ما الله به عليم، نسأل الله لنا ولهم الهداية.
الانحناء:
ما حكم الانحناء لغير الله؟ لا يجوز، الانحناء لغير الله لا يجوز، نهى الله عنه، أولاً أمر الله به عبادةً فلا يجوز لغيره: {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [1] . ونهى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عنه لما سألوه: (( إن أحدنا يلقى أخاه أيقبله؟ قال: لا. قالوا: أينحني له؟ قال: لا ) ). فنهى عنه، فالانحناء لغير الله لا يجوز، وهو من وسائل الشرك وأسبابه.
وهو شائع في بعض المجتمعات، هاذا الانخفاض في السلام أو للمعظَّم أمر -يعني- معتاد، وبعض الناس يقول: أسكت مجاملة لهم، وهاذا هو الذي جرى في الذين صوّروا التصاوير، صوروها بحسن القصد ليتذكّروا عبادة هؤلاء، فآل الأمر إلى أن عُبدوا من دون الله. وينبغي في مسائل التّوحيد الحزم، وألا يتهاون الإنسان، وهاذا هو هدي النبيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، التوحيد لا سهولة فيه، ولا تغاضي فيه، بل ينبغي التنبيه، لكن بما يناسبُ الحال من الغِلظة أو الرفق؛ لأن الناس يختلفون في ما يناسب من غلظة أو رفق، المهم يسلك ما يحصل به المقصود.
[المتن]
(1) سورة: البقرة، الآية (43) .