حيث غفر لهاذا الرجل، والعلم عند الله، أن المغفرة لهاذا الرجل إما فضل من الله- وهي على كل حال فضل من الله- لكن إما فضل بلا سبب منه؛ لأن الله -جل وعلا- يغفر لمن يشاء، وإما أن يكون لما قام في قلبه من الطمع في رحمة الله، فلما قام في قلبه من الطمع برحمة الله -عز وجل- ما قام كان سببًا لحصول ذلك له.
[المتن]
الرابعة: فيه شاهد لقوله: (( إن الرجل ليتكلم بالكلمة ) )إلى آخره ..
[الشرح]
يشير إلى الحديث الذي أشرنا إليه: (( إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار سبعين خريفًا ) ). فينبغي للمؤمن أن يتوقى لسانه كما ذكرنا، إذا كان هاذا شأنه، وهاذه حاله وجب عليه أن يتقيه.
[المتن]
الخامسة: أن الرجل قد يغفر له بسبب هو من أكره الأمور إليه.
[الشرح]
نعم، هاذا الرجل سبب المغفرة له ما وقع من تألي الرجل ألا يغفر الله له، وهاذا لا شك أنه مكروه، لو قيل لأحد: إن الله لا يغفر لك، أو: والله لا يغفر الله لك، لكان هاذا من أشد الأشياء عليه، ومع ذلك كان سببًا للمغفرة والرحمة.
[الأسئلة]
سؤال: قسم أنس بن النضر في أي المواضع يدخل؟