قال: (( لا يشتري ) )هاذا بيانه، قال: (( لا يشتري إلا بِيَمينه ولا يبيع إلا بيمينه ) ).
أي: لا يشتري إلا حالفًا، ولا يبيع إلا حالفًا، وهاذا دليل على ضعف تعظيم الله في قلبه، ولو أنه قدر الله حق قدره لَصَان يمينه، ولم يجعل الله -جل وعلا- بضاعته.
قال رحمه الله: (رواه الطبراني بسند صحيح.) وقد ذكر الهيثمي أن رجاله ثقات.
قال رحمه الله: (في الصحيح عن عمران بن حصين -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:(( خير أمتي قرني ) ).)
(( خير أمتي ) )أي: أفضلهم، فـ (( خير ) )بمعنى: أخير، يعني: أعظمهم خيرًا، وأكثرهم خيرًا القرن الذي بعث فيه النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
هاذا معنى قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( خير أمتي قرني ) )والقرن اختلف العلماء في تحديده على أقوال كثيرة:
أقلها عشر سنوات، وأكثرها مائة سنة، والراجح أن القرن: مئة سنة، هاذا هو الراجح من أقوال أهل العلم.
(( خير أمتي قرني ) )يعني: الذين صحبتهم، والتقوا بي.
(( ثم الذين يلونهم ) )وهم التابعون، يعني: الذين ولوا الصحابة وهم التابعون.
(( ثم الذين يلونهم ) )أي: أتباع التابعين، هؤلاء هم خير قرون الأمة، وأفضلها؛ لأنهم أهل الخير والفضل، وأهل السبق والدين والاستقامة، فالخير فيهم أكثر ممن بعدهم.
قال عمران: (فلا أدري أذكر بعد قرنه مرتين أو ثلاثًا) . لكن جاءت الروايات في حديث ابن مسعود وغيره بذكر قرون ثلاثة بعد قرنه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
(( ثم إن بعدكم ) )وهاذا الشاهد من الحديث. أي: بعد هاذه القرون المفضلة.
(( قوماً يشهدون ولا يُستَشهَدون ) )أي: تكون منهم الشهادة دون طلب.
وقيل في معنى (( يشهدون ولا يُستَشهَدون ) )أي: إنهم يشهدون شهادة الزور، هاذا المعنى الثاني.