والتسوية هنا إما بأن يُزال الارتفاع فيما إذا كان الإشراف حسيّاً، وإما أن يكون بإزالة التَّمَيُّز الذي حصل به الإشراف إن كان معنويّاً، بأن تزال الحجارة أو يزال الجص أو ما أشبه ذلك مما مُيِّز به القبر.
وهاذا الحديث آخر ما ذكره المؤلف -رحمه الله- في هاذا الباب الذي ذكر فيه الأحاديث الدالة على تحريم التصوير وما جاء في شأن المصورين.
ومُلَخَّص ما في هاذه الأحاديث: أن التصوير من كبائر الذنوب، ومن عظائم الآثام؛ لعدة علل، منها:
أنه مضاهاةٌ لخلق الله -عز وجل-، مشابهة ومماثلة لما يختص الله به من الخلق، وهاذا مأخوذ من حديث أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، وفيه قال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( قال الله تعالى: من أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي؟ ) ).
(( من أظلم ) )لا أظلم (( ممن ذهب يخلق كخلقي ) ).
فوجه الظلم هنا هو: التشبه بالله -عز وجل-، ومماثلته -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- فيما اختص به من الخلق، يشهد لهاذه العلة قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في حديث عائشة: (( أشد الناس عذابًا يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله ) ). والمضاهاة هي: المشابهة والمضارعة والمشاكلة والمماثلة، فهؤلاء أيضًا مُتَهدَّدون لهاذه العلة؛ يعني: هاذا الوعيد لأجل هاذه العلة وهي مضاهاة خلق الله.