الصفحة 857 من 952

(فمن ظن أنه يديل الباطل) يعني: ينصر الباطل (وأهل الباطل على الحق) يعني: الحق وأهله (إدالةً مستقرة) : ثابتة (يضمحل معها الحق) يعني: يزول ويختفي. (أو أنكر أن يكون ما جرى بقضائه وقدره، أو أنكر أن يكون قَدَّرَه لحكمةٍ بالغةٍ يستحقُّ عليها الحمد، بل زعم أن ذلك لمشيئة مجردة) أي: لا حكمة فيها (فذلك ظن الذين كفروا، {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} ) . فالواجب على المؤمن أن يعتقد في كل ما يُجريه الله -عز وجل- أنه بقدرٍ، وأنه بحكمة، وأن الله -جل وعلا- لو شاء لمَنَعَهُ، كما قال الله جل وعلا: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ} [1] . هاذا في كل ما يقع مما يكرهه الإنسان، ولذلك كان النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا لِيمَ أنس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- في شيء مما لم يصنعه مما كان ينبغي أن يصنعه، قال لأهله: (( دعوه، فلو كان شيء قُدِّر لكان ) )، أو (( فلو كان شيء قُدِّر لكان ) ).

(1) سورة: الأنعام، الآية (112) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام