ولا فَرْقَ بين أن يكون الظن السيئ، ظن السوء في الله -عز وجل- فيما يتعلق بخاصة الإنسان، يعني: فيما يفعله الله -عز وجل- بالإنسان نفسه، وفيما يتعلق بعموم الأمة، فإن الجميع يشتركون في أي شيء؟ في أنه ظن سَّوْء برب العالمين، لا فَرْقَ في ذلك بين أن يظن الإنسان الظن السيئ فيما يتعلق بخاصة نفسه، وفيما يتعلق بما يفعله الله -عز وجل- بعموم الأمة.
يقول -رحمه الله- في بيان الآية ومعناها: (قال ابن القيم في الآية الأولى: {يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ} فُسِّر هاذا الظن بأنه سبحانه لا ينصر رسوله، وأن أمره سيضمحل) . هاذا التفسير الأول.
(وفُسِّر بأن ما أصابه لم يكن بقدر الله ولا بحكمته) .
الثالث: (فُسِّر بإنكار الحكمة، وإنكار القدر، وإنكار أن يَتم أمر رسوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أو أن يُتم أمر رسوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) . هاذا الرابع.
(وأن يظهره على الدين كله) . هاذا تابع لتمام أمر النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
(وهاذا هو ظن السوء) . لكن هاذا ليس على وجه الحصر، إنما هاذا بيان الظن السيئ الذي أنكره الله على هؤلاء في قوله: {يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} والظن السيئ أوسع من هاذا، ظنُّ السَّوْء برب العالمين أوسع من هاذا، هاذا فيما يتعلق بأمر الرسالة، وأمر الرسول، وأمر الأمة.