مثلُه ما تقدَّم قبل قليل في حديث أبي هريرة: (( وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، ولكن قل: قَدَرُ الله وما شاء فعل ) ). فإن هاذا الكلام نافع في الدنيا والآخرة: في الدنيا يحمل على الصبر، ويحمل على عدم الضَّجَر، ويحمل على فتح الأمل للإنسان، فإنه لا ييأس ولا ينقطع في نظره إلى ما جرى عليه من المصائب والبليَّات، بل ينظر إلى أن الله قَدَّر عليه هاذا، والفُسحة في المستقبل. وهو نافع في الآخرة لأنه يؤجر على هاذا القول، فهو ذكر وقول حسن يثبت به الإيمان ويزداد به اليقين، ويَسْلَم به الإنسان من الشيطان ووساوسه.
[المتن]
الثالثة: الإرشاد إلى أنها مأمورة.
[الشرح]
وذلك في قوله: (( وخير ما أمرت به ) ). وقد صرح بذلك في رواية ابن عباس في الترمذي حيث قال: (( لا تلعنوا الريح فإنها مأمورة ) ).
[المتن]
الرابعة: أنها قد تؤمر بخير وقد تؤمر بشر.
[الشرح]
وجه ذلك أنه سأل من خيرها، واستعاذ بالله من شرها، ولو كانت لا تأتي إلا بِشَرّ لَمَا كان لسؤال خيرِها وجه، إنما لاكتفى بالاستعاذة بالله من شرها.
بسم الله الرحمان الرحيم
[المتن]
باب قول الله تعالى: {يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ} [1] .
وقوله: {الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ} [2] .
(1) سورة: آل عمران، الآية (154) .
(2) سورة: الفتح، الآية (6) .