الصفحة 846 من 952

وقد صح عنه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كما في الصحيح من حديث عائشة -رَضِيَ اللهُ عَنْها أنه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان إذا عَصَفَت الريح أقبل وأدبر، وعُرف ذلك في وجهه، وقال: (( اللهم إني أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أُرسلت به. وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أُرسلت به ) ). وذلك أن الريح منها ما يكون خيرًا، ومنها ما يكون شرّاً، وفي هاذا فائدة؛ وهي أن التفريق بين الرياح والريح، وأن الريح تأتي بالخير، والرياح تأتي بالشر أو العكس؟ الرياح تأتي بالخير، والريح تأتي بالشر لا وجه له؛ لأن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: (( اللهم إني أسألك من خير هاذه الريح ) )ولو كانت شرًّا محضًا لَمَا كان فيها خيرٌ يُسأل، إنما منها ما يكون خيرًا، ومنها ما يكون شرّاً.

[المتن]

فيه مسائل:

الأولى: النهي عن سب الريح.

[الشرح]

وذلك في قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( لا تسبوا الريح ) ).

[المتن]

الثانية: الإرشاد إلى الكلام النافع إذا رأى الإنسان ما يكره.

[الشرح]

هل هاذا الكلام مما يَنْفع في الدنيا، أو مما ينفع في الدنيا والآخرة؟

مما ينفع في الدنيا والآخرة، فبِهِ تُدفع المصائب والبليَّات في الدنيا، ويحصل للإنسان في الدنيا بهاذا الكلام المنافع والخيرات، وأما في الآخرة فنفعه ظاهر؛ لأنه ما من داعٍ يدعو إلا وله أجر على دعائه، فـ (( الدعاء هو العبادة ) )كما في جامع الترمذي بسند صحيح، فالدعاء من أفضل وأجلِّ العبادات التي يُعبد الله بها -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، فهاذا التوجيه إلى ما هو نافع في الدنيا والآخرة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام