الصفحة 820 من 952

في الصحيح عن أبي هريرة، أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: (( لا يقل أحدكم: أَطْعِم ربك، وَضِّئْ ربك، وليقل: سيدي ومولاي. ولا يقل: عبدي وأمتي، وليقل: فتاي وفتاتي، وغلامي ) ).

[الشرح]

يقول رحمه الله: (باب لا يقال: عبدي وأمتي) ، يعني: لا يقول الإنسان هاذا القول، ينفي هاذا القول عن كلامه.

ومناسبة هاذا الباب لكتاب التوحيد أن في قول: عبدي وأمتي، منازعة لما هو حق لله جل وعلا، من أنه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- رب كل شيء، وكل شيء له عبد، وكل أنثى له أمة، فهاذه المنازعة اللفظية نهى عنها النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وإن كان الإنسان قد لا يَرِد في باله ولا في خاطره شيءٌ من المنازعة المعنوية، لكن حفاظًا على المعنى الذي اختصَّ به الرب نهى النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن هاذا تكميلاً للتوحيد، فهو كالباب السابق في أنه من باب صيانة اللفظ عن الوقوع فيما ينقص التوحيد، كل هاذه الأبواب تدور على هاذا المعنى: صيانة الألفاظ عن الوقوع فيما يقدح أو ينقص التوحيد.

يقول رحمه الله: (في الصحيح عن أبي هريرة، أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال:(( لا يقل أحدكم ) ).)

هاذا نهيٌ، نهى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أهل الإسلام أن يقولوا هاذه الألفاظ: (أطعم ربك، وضئ ربك) . أطعم ربك أي: قَدِّم له الطعام، وضئ ربك أي: هَيِّئْ له الوَضوء، فإن هاذا مما نهى عنه النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، والمقصود بالرب هنا هو المالِك للعبد، أو المالك للأمة، فإنه لا يجوز أن يقول هاذا القول: أطعم ربك، وضئ ربك؛ لنهي النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام