الصفحة 818 من 952

الاستثناء باعتبار حال الإنسان، فقد يَضْجَر الإنسان ولا يصبر فلا يكون تطهيرًا له، بل يكون سببًا لزيادة الإثم، وذلك حال الرجل الأعرابي الذي دخل عليه النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال له: (( طهور إن شاء الله ) )، قال: كلا! بل حمى تفور، على رجل كبير، تورده القبور. فقال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( نعم إذًا ) ).

فدل هاذا على أن قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( طهور إن شاء الله ) )الاستثناء هنا على القول بأن (طهور) خبر ما وجهه؟ هاذا باعتبار أنه طهور من حيث الأصل، لكن قد يتخلف هاذا في حق مَنْ؟ المريض، قد لا يحتسب ولا يصبر، فلا يكون تطهيرًا له، هاذا وجهٌ.

الوجه الثاني: أن يكون دعاءً، وهاذا الذي رجحه شيخنا وجماعة من العلماء: أن قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( طهور ) )دعاء وليس خبرًا، فما وجه التعليق بالمشيئة؟

وجهه أنه للتبرك، لا للتردد، للتبرك بذكر مشيئة الله -عز وجل-، لا للتردد في مشيئته -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، لا في التردد في حصول السؤال والمطلوب، وهاذا هو الدليل الذي جعل بعض العلماء يقولون: إن قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت ) ). هاذا فيما عدا التعليق تبرُّكًا، فإن كان التعليق للتبرك بذكر الله -عز وجل-، وأنه لا يكون شيء إلا بمشيئته فإنه لا بأس به وهو جائز. وهاذا توجيه حسن جيد.

[المتن]

فيه مسائل:

الأولى: النهي عن الاستثناء في الدعاء.

[الشرح]

وذلك لقوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت ) ). فهاذا نهيٌ واضح عن الاستثناء في الدعاء.

وأين الاستثناء؟ (( إن شئتَ ) ). وهل هاذا خاص بسؤال المغفرة والرحمة أو في كل دعاء؟

في كل دعاء.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام