الصفحة 816 من 952

والمقصود بالرغبة هنا: إما صفة السؤال، يعني: يسأل سؤالاً تظهر فيه رغبته في المسؤول وصدقه في الحاجة، وإلحاحه في الطلب، وإما أن يكون المراد بالرغبة هنا: المسؤول، يعني: يكثر ويُعْظِم ما يسأل، فالرغبة إما أن تكون صفة للسؤال، أو صفة للمسؤول. إذا كانت صفة للسؤال فالمعنى: يلح في الدعاء. وإذا كانت صفة للمسؤول، أي: لا يسأل شيئًا يسيرًا، بل يسأل شيئًا كبيرًا، ولا يستكثر على الله -عز وجل- شيئًا، فإن الله -جل وعلا- لا يتعاظمه شيء. ولذلك قال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه ) ). أي: لا يَعْظُم عنده شيء أعطاه، بل كل شيء عنده يسير، فيداه -جل وعلا- مبسوطتان سَحَّاء الليل والنهار، يُنفق -جل وعلا- لا تغِيضُهما نفقة، وعلى هاذا فينبغي للمؤمن أن لا يتعاظم ما يسأل ربَّه، بل الله -جل وعلا- بيده الخير كله، وهو -جل وعلا- الكريم الذي يعطي عطاءً واسعًا، فينبغي للمؤمن أن يسأل، وأن يُعْظِم المسألة، والمعنى في قوله: (( ليُعْظِم الرغبة ) )يَصْدُق على الوجهين السابقين، فيُلِح الإنسان في الدعاء ويكرر، وإذا سأل يسأل عظيمًا، ولا يستَقِلُّ يكتفي بالقليل، بل يسأل سؤالاً عظيمًا، ولا يقول: هاذا لا أتوقع أن يجاب، أو هاذا لا يحصُل، أو هاذا لا يمكن أن يحققه الله لي، بل إذا صَدَق في الرغبة فالله على كل شيء قدير. ومقصود هاذا الباب واضح وهو: تعظيم الله -عز وجل- في اللفظ.

هل من التعليق بالمشيئة قولُ الداعي في دعائه: إن شاء الله؟

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام