الصفحة 767 من 952

السبب في هاذا أن الحكم يتبيّن مما ذكره من النصوص، فلا حاجة إلى استنباط الحكم في الترجمة؛ لأنه واضح من النصوص، والمؤلف -رحمه الله- قد يُغفل ذكر حكم بعض المسائل التي ذكرها في التراجم: إما لكون الحكم واضحاً يستفاد مما ذكره من النصوص، وإما لكون الحكم مختلفًا فيه، وإما لكون الحكم يختلف بالنظر إلى من قام به الوصف الذي عُلِّق عليه الحكم في المسألة، فقد يكون شركًا أكبر وقد يكون شركًا أصغر وقد يكون معصية، وهنا تركَ المؤلف -رحمه الله- ذكرَ الحكم لكونه واضحًا مما ذكَرَه من النصوص.

قال رحمه الله: (وقول الله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ(65) لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [1] .)

هاذه الآية الكريمة من سورة التوبة ذكر الله -جل وعلا- فيها شيئًا من أحوال المنافقين، فإنَّ الله -سبحانه وتعالى- فَضَح المنافقين في هاذه السورة، ومن جملة ما ذكره عنهم وفضحهم بِه ما تضمنته هاذه الآية، وهو جوابهم عند مساءلة الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أو عند سؤال الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لهم عن سبب استهزائهم واستخفافهم.

قال الله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ} الخطاب في هاذا للنبيِّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهو خطاب لكل من يتوجه إليه الخطاب من أهل الإيمان.

{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ} . اللام هنا موطئة أو واقعة في جواب القَسم؟ موطئة؛ لأنها دخلت على شرط، والتقدير: والله لئن سألتهم يا محمد، سألتهم: الضمير يعود على من في قوله: {سَأَلْتَهُمْ} ؟ على المنافقين.

{لَيَقُولُنَّ} : هاذا فيه بيان بماذا سيجيب هؤلاء، {لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ} .

(1) سورة: التوبة، الآيات (65 - 66) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام