باللسان: بعدم السب، وبالاحترام لأسماء الله -عز وجل-، وأيضًا بتعظيم ذكره وكلامه ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
يقول -رحمه الله- في هاذا الباب: (باب من هَزَل بشيء فيه ذكر الله)
قوله: (بشيء) نَكِرة في سياق الشّرط، فتعم كلَّ شيء: الدّقيق والجليل، الكثير والقليل، فإنَّه من هَزَل بشيءٍ فيه ذكرُ الله أو القرآن أو الرّسول ولو كان هَزْلاً يسيرًا قليلاً فإنَّه داخل فيما ذكره المؤلف -رحمه الله- في هاذا الباب من آية وحديث.
وقوله رحمه الله: (فيه ذكرُ الله أو القرآن أو الرّسول) المراد: فيه ما يجب تعظيمه لله - عز وجل- مما يكون الاستهزاء به مستلزمًا للاستهزاء بالله -عزّ وجل-، فيشمل ذلك الاستهزاء بالآيات الخلقية، والاستهزاء بالآيات الكونية، فإنَّ الاستهزاء بها والاستخفاف استهزاء بالله تعالى.
ولذلك مرَّ معنا في باب سب الدهر أنَّ الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- قال: (( يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر وأنا الدهر ) ). فجعل سبَّ صنعة الله -عز وجل- سبّاً له، فكذلك الاستهزاء بآيات الله -عز وجل- استهزاء به -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، فليس قوله رحمه الله: (فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول) حصراً، بل ذلك على وجه التمثيل لذكر أصول ما يحصل به الاستهزاء، وهنا تركَ المؤلف رحمه الله ذكر الحكم في الترجمة بحكم من استهزأ بشيء (من هَزَل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول) .