الصفحة 733 من 952

(قال:(( أما بعد ) )) هاذه كلمة يؤتى بها للفصل بين مُقَدَّم الحديث وبين المقصود منه؛ لأن الحديث يُبْتَدأ عادةً بحمد وثناء، ثم إذا أراد المتكلم أن يَلِجَ فيما يريد الحديث عنه أتى بـ (( أما بعد ) )، وهي جملة شرطية، ولذلك ما بعدها تتمته، جواب الشرط فيها في قوله: (( فإن ) )ولذلك ما بعد (( أما بعد ) )الغالب أن يقترن بالفاء، فيخطئ من يقول: (( أما بعد ) )إن كذا وكذا، يخطئ لغةً، والصواب أن يقول: أما بعد فإن، أما بعد فكذا، لا بد من الفاء الرابطة للجواب.

تقدير (( أما بعد ) ): مهما يكن من شيء فإن طفيلاً، هاذا معنى (( أما بعد ) ): مهما يكن من شيء (( فإن طفيلاً رأى رؤيا ) )، أخبر النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالرؤيا، ولعل هاذا من الأحاديث القلائل التي يخبر فيها النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- برؤيا صحابي، ولكن أخبر بالرؤيا لأنها مُمَهِّدة لما يريد أن يصل إليه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من بيان الحكم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام