الصفحة 732 من 952

يقول: (فلما أصبحت أخبرت بها من أخبرت) . أخبرت بهاذه الرؤيا مَنْ أخبرت مِنْ أهلي وأصحابي. (ثم أتيت النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأخبرته) أي: بما رأيت (فقال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(( هل أخبرت بها أحدًا؟ ) )قلت: نعم).

لماذا سأل النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ الله أعلم، لكن قد يشعر هاذا بأن مثل هاذه الرؤيا ينبغي أن لا يستعجل الإنسان في إشاعتها، قد يُشعر هاذا ولا نجزم، لكن تأملتُ في سبب سؤال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للطفيل، عن سبب سؤاله إياه هل أخبر أحدًا أو لا، ما سبب هاذا القول، وما سبب هاذا السؤال؟ فلم يبدُ لي إلا هاذا والعلم عند الله، إذا وقف أحدكم على شيء يفيدنا.

المهم: أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سأل: (((هل أخبرت بها أحدًا؟ ) )قلت: نعم. قال: فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (( أما بعد ) )). (حمد الله وأثنى عليه) هاذا شأن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في مُقَدَّم كلامه العلم فإنه لا يبدأ خطابًا إلا بهاذا، و (حمد الله) وهو بالصيغة المتيسرة، والمحفوظ عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه علمهم خطبة الحاجة: (( الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ) ). كما في حديث ابن مسعود عند الإمام أحمد وغيره بسند صحيح، ولعله غاير بين الصيغ، لكن هاذا هو المشهور المحفوظ.

(حمد الله وأثنى عليه) الثناء هو: تكرار الحمد، فالثناء المراد به: الإطناب، وتكرار حمد الله عز وجل.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام