قال رحمه الله: (رواه النسائي وصححه) . وهو كما قال، فالحديث صححه جماعة من العلماء.
يقول رحمه الله: (وله) أي: للنسائي (أيضًا عن ابن عباس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- أن رجلاً قال للنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ما شاء الله وشئت) . فَسَوَّى بين مشيئة الله وبين مشيئة المُخَاطَب الذي هو رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، (فقال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- منكرًا عليه:(( أجعلتني لله ندّاً؟ ) )) أي: نظيرًا ومثيلاً، ومساويًا، ومكافئًا؛ حيث سَوَّى مشيئته بمشيئة رب العالمين الذي غلبت مشيئته المشيئات سبحانه وبحمده، قال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( بل ما شاء الله وحده ) ). وهاذا أعلى الدّرجات في ذكر المشيئة أن تذكر مشيئة الله وحده سبحانه وبحمده؛ لأن مشيئته غالبة على كل شيء.
المرتبة الثانية: أن يأتي بمشيئة غيره معه على وجه العطف بأن يقول: ما شاء الله ثم شئت، لكن الدرجة الأولى هي ما وَجَّه إليه في هاذا الحديث. وهاذا الحديث رواه النسائي -رحمه الله- من طريق الأجلح بن عبد الله عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس. والأجلح مختلف فيه: ضعفه الإمام أحمد وأبو حاتم والنسائي وجماعة، وصحح حديثه ابن معين وغيره، إلا أن الحديث على كل حال -بغض النظر عن الأجلح بن عبد الله- الحديث ثابت؛ لأن ما تضمنه دلت عليه أحاديث كثيرة، فهو قوي بشواهده.
قال رحمه الله: (ولابن ماجه عن الطفيل أخي عائشة لأمها) . أي: روى ابن ماجه عن الطفيل، و (الطفيل) هو: ابن سخبرة، (أخي عائشة لأمها) أي: إنه أخوها لأمها، وأمها من هي؟ أم رومَان، كانت زوجة لسخبرة والد الطفيل، قدم إلى مكة فمات، فتزوجها أبو بكر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، تزوج أم رومَان فأتت له بولدين: عائشة وعبد الرحمان.