الصفحة 723 من 952

(( من حلف بالله فليصدق ) ). هاذا بيان ما يجب على الحالف، فدلّت هاذه الجملة أنّ الحالف يجب عليه أمران:

الأمر الأول: أن يحلف بالله دون غيره إذا أراد الحلف.

الثاني: أن يكون حَلِفُه على صدق، والصّدق هو مطابقة الواقع، فالواجب على من حلف بالله أن يتحرّى الصدق، وأن يحلف على ما هو مطابق للواقع، فإنّ تَرْك مطابقة الواقع في الحلف من امتهان الله عز وجل، ولذلك كانت غَمُوسًا تغمس صاحبها في النار نعوذ بالله؛ لشدة ما تضمّنته من ضعف التّعظيم، وقلّة تقدير الله -جل وعلا- في قلب الحالف، ومن النّاس من الحلف على طرف لسانه في الكذب والصدق، في الدقيق والجليل، وهاذا مخالف لما أمر الله -جل وعلا- به من حفظ الأيمان.

ثم قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في توجيه المحلوف له: (( ومن حُلِفَ له بالله فليرض ) )أي: فلا يطلب زيادة على الحلف بالله؛ بل يقتصر فلا يقول: احلف بالله الرحمان الرحيم الملك القدوس السلام العزيز، إلى آخره من أسماء الله عز وجل، بل يقتصر على الحلف بالله، فإنه كافٍ في تحقيق وتأكيد المحلوف عليه، كذلك ما يطلب منه الحلف بغير الله، كأن يقول له: احلف بالكعبة، بالنبي، بحياة فلان، بالأمانة، وما أشبه ذلك.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام