سؤال (04) : لقد أفتيتمونا أنه يجوز أن نقرن بين طاعة الله وطاعة رسوله، فهل يُقَاس على ذلك طاعة الوالدين، وما حكم قول العامة عند التعجب: يا وجه الله الجليل؟
الجواب: أما طاعة الوالدين فليست كطاعة النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فلا تقاس عليه.
الآن بعض العلماء يقول: إن قوله تعالى: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} [1] .
قالوا: إنها منسوخة، منسوخة بقول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( لا تقولوا: ما شاء الله وشئت، وإنما قولوا: ما شاء الله ثم شئت ) ). والصّحيح عدم النسخ؛ لأن الشكر هنا لا يَلتَبِس، فشكر الله عبادة تشمل جميع العبادات، وأما الوالدان فشكرهما لا يلتبس بشكر الله؛ لأن شكرهما مُبَيَّن، وهو الإحسان إليهما، والقيام بحقهما من البر، فلا التِبَاس.
أما سؤاله عن: (يا وجه الله) فالواجب ترك هاذا؛ لأن دعاء الصفات لا يجوز، بل هو من الشرك بإجماع المسلمين كما قال شيخ الإسلام رحمه الله، لكن في قول القائل: (يا وجه الله) أخف من قول: يا رحمة الله، أو يا سمع الله، وما أشبه ذلك، لماذا؟ لأن الوجه يُعبَر به عن الذات.
بسم الله الرحمان الرحيم
[المتن]
باب ما جاء فيمن لم يَقْنَع بالحلف بالله
عن ابن عمر، أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: (( لا تحلفوا بآبائكم، من حلف بالله فليصدق، ومن حُلف له بالله فليرض، ومن لم يرض فليس من الله ) ). رواه ابن ماجه بإسناد حسن.
[الشرح]
قال رحمه الله: (باب ما جاء فيمن لم يَقْنَع بالحلف بالله.)
هاذا الباب مناسبته لكتاب التوحيد واضحة؛ لأن من لم يَقْنَع بالحلف بالله فإنه ناقص التوحيد، إما نقص تعظيم إذا لم يرض بالله، وإما نقص شرك إذا طلب من الحالف أن يحلف بغير الله؛ لأن من لم يَقْنَع بالحلف بالله يحتمل معنيين:
(1) سورة: لقمان، الآية (14) .