والجواب على هاذا الهراء أن يقال: لسنا أعلم بالله من رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ورسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَمَى حِمَى التوحيد غاية الحماية، وصانه غاية الصيانة، فنهى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن مثل هاذه الألفاظ، ولم ينهَ عنها إلا لأنها سوء أدب مع الله إما في القول، وإما في العَقْد؛ لأنه لا يمكن أن يكون هاذا القول مجردًا عن نوع اعتقاد، فالألفاظ تُبِينُ عن المعاني وتدل عليها، وهاذه الألفاظ تدل على التشريك والتسوية، فهي تدل على نوع خلل في التوحيد، ولذلك نهى عنها النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، والواجب على المؤمن أن يتحرى في لفظه: (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت ) )فإذا كان الإنسان يعجز عن تحرير ألفاظه فليصمت؛ لأنه ليس له خِيَار في أن يتكلم بما شاء، بل يجب عليه أن يحرّر ألفاظه، وأن يَقِيَها الوقوع في الشرك، ولو كان قلبه سليمًا، فإن عجز فعليه بوصية النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فليصمت: (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت ) ).
[الأسئلة]
سؤال (01) : يقول: قولنا: (لعَمْري) هل تقدر؟ فنقول: (والله لعمري) فيدخل في أحكام القسم؟
الجواب: هو جارٍ مجرى القسم، وله حكم القسم، لكن لا حاجة إلى هاذا التقدير، لا نحتاج إلى هاذا التقدير.
سؤال (02) : ما حكم قول: عليَّ الحرام؟
الجواب: قول: عليَّ الحرام مثل (عليَّ الطلاق) هو جارٍ مجرى القسم.
سؤال (03) : لقد قلت في هاذا الدرس: إن قول: (لعمري) جائز مع أنها تفيد القسم.
السؤال: أليس الترك أولى؟
الجواب: لا، ليس الترك أولى؛ لأنه جاء عن السلف، عن الصحابة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم-، والصحابة أشد منا تعظيمًا لله، وحفظًا للتوحيد.