الصفحة 666 من 952

فبَيَّن له النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنها من العبادة، قال: (( فتلك عبادتهم ) )أي: تلك التي ذكرها الله -جل وعلا- في قوله: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إلا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً} [1] . فجعل الله -عز وجل- طاعة هؤلاء في تحريم الحلال وتحليل الحرام من العبادة.

قال: (رواه أحمد، والترمذي وحسنه، وهو حديث صحيح صححه غير واحد من أهل العلم) . والشاهد من الحديث: أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سمى طاعة غير الله ورسله في تحريم الحلال أو تحليل الحرام عبادة، وذكرنا في الدرس السابق أن الطّاعة في مثل هاذا تنقسم إلى قسمين:

الطاعة في التبديل، أي في تبديل الحرام حلالاً وفي تبديل الحلال حرامًا، فهاذه شرك وكفر بالله العظيم ولو كان في حكم واحد.

والثاني: الطاعة في مخالفة أمر الله وأمر رسوله، مع الإقرار بأمر الله ورسوله، يعني: مع إقرار الحرام حرامًا والحلال حلالاً، فهاذا معصية من المعاصي وليس شركاً.

[المتن]

فيه مسائل:

الأولى: تفسير آية النور.

[الشرح]

تقدمت: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} . بالنسبة لآية النور ذكرنا أن يخالفون تعدى في القرآن بـ (عن) وبـ (إلى) ، بـ (عن) في مثل هاذه الآية، بـ (إلى) في قوله: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} [2] والمعنى: أذهب إلى خلاف ما دعوتكم إليه.

[المتن]

الثانية: تفسير آية براءة.

[الشرح]

وهي قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ} .

[المتن]

الثالثة: التنبيه على معنى العبادة التي أنكرها عدي.

[الشرح]

(1) سورة: التوبة، الآية (31) .

(2) سورة: هود، الآية (88) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام