الجواب: لا فرق، فإن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال -لما وقع نزاع بين المهاجري والأنصاري في غزوة بني المصطلق، فقال المهاجري: يا للمهاجرين، وقال الأنصاري: يا للأنصار، قال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ--: (( أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟! ) ). فجعل الدعوة إلى الأنصار والدعوة إلى المهاجرين من دعوى الجاهلية، مع أنهما اسمان شريفان رتب الله عليهما الفضل كما قال -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ} [1] فهما من الأسماء الشريفة الممدوحة، لكن لما جاءا في سياق النعرات والعصبيات كانا من دعوى الجاهلية. فلا فرق في التحزُّب والتعصُّب بين أن يكون اسمًا شرعيّاً أو يكون اسمًا عاديّاً من أسماء النّاس، فإن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جعل ذلك من دعوى الجاهلية، فالعبرة بالمقاصد لا بالألفاظ، العبرة بمقاصد الدّاعي لا باللفظ، فلو اعتزى إلى اسمٍ شريفٍ، اسمٍ محمودٍ، لكنه على وجه التعصّب فإنه مذموم.
ثم قال: (وعن أنسٍ أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال:(( إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة ) )-أو: (( حتى يوافيه به يوم القيامة. ) )-)
(1) سورة: التوبة، الآية (100) .