الصفحة 589 من 952

ثم قال رحمه الله: (وقوله: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ} [1] .) بعد أن ذكر الأمن من مكر الله ذكر ما يقابله، وهو القنوط من رحمة الله، والقنوط هو: قطع الطمع في رحمة الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، وهو اليأس من رحمة الله -عز وجل-، إلا أن بعض العلماء يفرِّق بين القنوط واليأس بأن القنوط أشد حالاً من اليأس: فاليائس قطع الرجاء من رحمة الله، والقانط قطع الرجاء من رحمة الله وزاد على ذلك ظهور ذلك على حاله وقوله، فاليأس أمر قلبي، والقنوط أمر في القلب ويظهر على الجوارح، هكذا فرَّق بعضهم بين اليأس والقنوط.

والظاهر أن اليأس والقنوط شيءٌ واحدٌ إذا لم يجتمعا، أما إذا اجتمعا فاليأس غير القنوط، ويكون القنوط أشد من اليأس.

وهل يجتمعان؟ هل اجتمعا في كلام الله -عز وجل-؟

نعم في قوله تعالى: {وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ} [2] في سورة فصلت، ما هي؟

اجتمعا في قوله تعالى: {فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ} [3] فاليأس في هاذه الآية غير القنوط، لكن في جميع الموارد الأخرى التي ذكر الله -جل وعلا- فيها اليأس والقنوط فهما كالإيمان والإسلام: إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا.

قال رحمه الله: (قوله: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ} ) فحكم الله -جل وعلا- على القانطين من رحمة الله -عز وجل- بالضلال.

ثم ذكر المؤلف -رحمه الله- أثرين:

(1) سورة: الحجر، الآية (56) .

(2) سورة: فصلت، الآية (49) .

(3) سورة: فصلت، الآية (49) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام