الصفحة 587 من 952

ومناسبة هاذا الباب لما قبله: في البابين السابقين ذكر المؤلف -رحمه الله- الخوف من الله جل وعلا، وذكر التوكل عليه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، فالخوف هو العبادة، والتوكل هو الوسيلة لتحقيق الخوف من الله جل وعلا، فإنه من توكل على الله وحَّد خوفه، ولم يخف غيره سبحانه وبحمده، أما من ضَعُفَ توكله على الله في جلب مصالح الدنيا ومصالح الآخرة فإنه يتوكل على غيره، وينظر إلى غيره -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.

هاذا الباب ذكر فيه المؤلف -رحمه الله- أمرًا مما ينبغي أن يُلاحظ، وهو الخوف من الله -جل وعلا- فيما يتعلق بالمكر، فقال -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ} . فهاذا الباب ذكره المؤلف -رحمه الله- لبيان نوعٍ من الخوف الذي ينبغي أن يكون عند أهل الإيمان.

ومن مناسبة هاذا الباب لما قبله: أنه بيَّن فيه أيضًا سببًا آخر من أسباب الخوف، يعني: من وسائل تحصيل الخوف ألا يأمن الإنسان من مكر الله، فإن من أمن من مكر الله لم يخفه، فذكر المؤلف -رحمه الله- في الباب السابق سببًا من الأسباب وهو التوكل، وفي هاذا الباب ذكر سببًا آخر، وهو ماذا؟ وهو عدم الأمن من مكر الله -عز وجل-، فإذا كان الإنسان يجب عليه ألا يأمن من مكر الله، فما هي الحال التي يجب عليه أن يكون عليها؟

الخوف؛ لأن الأمن ضد الخوف.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام