الجواب: أنَّ من كان أخذ السبب سببًا لتفرق قلبه، واشتغاله بالسبب عن المسبب، نقول له: لا تأخذ السبب؛ لأن التوكل أعظم الأسباب في تحصيل المطالب، وهناك أسباب أخرى تقترن بالتوكل، على سبيل المثال: السعي في تحصيل الرزق، وما أشبه ذلك، فإذا كان أخذ السبب سببًا لضعف التوكل قلنا له: لا تشتغل بالسبب الأصغر إذا كان يؤثر على السبب الأكبر، لكن الأكمل في الإنسان أن يسعى إلى تكميل الأمرين، وهو أن ينظر إلى الله - جل وعلا - ويصدق في الاعتماد عليه، ويأخذ الأسباب، لكن إذا كان الإنسان قلبه لا يتمكن من الجمع بين هذين، فإذا أخذ السبب تشتت قلبه، وضعف توكله على الله -عز وجل-، قلنا له في هاذه الحال: لا تأخذ السبب؛ لأن أخذك للسبب سببٌ لتحصيل المطلب الدنيوي وبه يفوت المطلب الشرعي، وهو صدق الاعتماد على الله -عز وجل-، فلو فاتك المطلب الدنيوي، وسَلِمَ لك المطلب الشرعي كان ذلك خيرًا لك، واضح هاذا.
[المتن]
فيه مسائل:
الأولى: أن التوكل من الفرائض.
الثانية: أنه من شروط الإيمان.
[الشرح]
التوكل من الفرائض أدلته واضحة في الباب. أنه من شروط الإيمان قوله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [1] ، وقوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ} [2] الآية.
[المتن]
الثالثة: تفسير آية الأنفال.
الرابعة: تفسير الآية في آخرها.
[الشرح]
في آخرها في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [3] .
(1) سورة: المائدة، الآية (23) .
(2) سورة: الأنفال، الآية (2) .
(3) سورة: الأنفال، الآية (64) .