الصفحة 546 من 952

ثم ذكر المؤلف -رحمه الله- حديثًا آخر فقال: (ولهما عنه) أي للبخاري ومسلم (عن أنس رضي الله عنه أنّ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال:(( ثلاث من كن فيه ) )) ثلاث خصال (( من كن فيه ) )يعني: من وجدن فيه (( وجد بهن حلاوة الإيمان ) )أي حصَّل بهن حلاوة الإيمان، وحلاوة الإيمان هي طعمه الذي جاء في بعض الروايات وهو السرور والانشراح وابتهاج القلب ولذته، هاذه هي حلاوة الإيمان: ما يجده العبد في قلبه من اللذة، ما يجده في قلبه من الابتهاج، ما يجده في قلبه من السرور، هاذه هي حلاوة الإيمان التي ذكرت في هاذا الحديث وفي حديث: (( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربّاً وبالإسلام دينًا وبمحمد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نبيّاً ) ). والحلاوة هاذه مضافة هنا إلى الإيمان، وهي من باب إضافة الشيء إلى سببه، من باب إضافة المصدر إلى سببه، فالحلاوة التي سببها ومنشؤها ومصدرها الإيمان، كيف تحصل؟ وكيف يجدها الإنسان؟ بهاذه الخلال الثلاث:

الأولى: (( أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ) )وهاذه الخصلة الأولى هي أصل الإيمان، لا يقر الإيمان ولا يثبت إلا بها: أن تكون محبة الله ومحبة رسوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مقدمة على كل المحبوبات، ومحبة الله لا شك أنها أعظم.

الثانية: (( أن يحب المرء لا يحبه إلا لله ) ). هاذه الثانية: أن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وهاذه فرع للأصل، فإن محبة الشخص لما معه من الصّلاح، والتقوى، والإيمان، والاستقامة فرع عن محبة الأصل، وهي محبة الله، ومحبة رسوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام