وذلك فيما حكاه عن قتادة وابن عيينة وأحمد وإسحاق، والصحيح: ما ذهب إليه الإمام أحمد وإسحاق من الترخيص في ذلك فيما يتعلق بعلم التسيير.
[المتن]
الرابعة: الوعيد فيمن صدَّق بشيء من السحر ولو عرف أنه باطل. ...
[الشرح]
وذلك في الحديث: (( ثلاثة لا يدخلون الجنة ) )وذكر منهم: (مصدق بالسحر) ، هاذا واضح إن شاء الله، ننتقل إلى الباب الثاني.
بسم الله الرحمان الرحيم
[المتن]
باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء
وقول الله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [1] .
وعن أبي مالك الأشعري -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: (( أربعة في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب، والطّعن في الأنساب، والاستسقاء بالنّجوم، والنّياحة على الميت ) ). وقال: (( النّائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران، ودرع من جَرَب ) )، رواه مسلم.
ولهما عن زيد بن خالد -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: صلّى لنا رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلاة الصّبح بالحديبية على إثر سماء كانت من اللّيل، فلمَّا انصرف أقبل على النّاس فقال: (( هل تدرون ماذا قال ربكم؟ ) )قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: (( قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأمَّا من قال: مُطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ) ).
ولهما من حديث ابن عباس معناه وفيه قال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا، فأنزل الله هاذه الآية: {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} إلى قوله: {تُكَذِّبُونَ} [2] .
[الشرح]
قال المؤلف رحمه الله: (باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء) .
(الاستسقاء) طلب السُّقيا، و (الأنواء) جمع نوء، وهو النّجم، أو مَنزِل النجم.
(1) سورة: الواقعة، الآية (82) .
(2) سورة: الواقعة الآيات (75 - 82) .