وجه كون خسوف الشمس والقمر وهما من الأحوال الفلكية يؤثران على الحوادث الأرضية أنَّ النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: (( يخوف الله بهما عباده ) ). وإنما يقع التخويف من الشر الذي يخشى وقوعه، ويحذر وقوعه، ويخاف وقوعه، ولو كان الخسوف لا يخشى أن يتصاحب معه شيء، أو يقترن به عقوبة لَمَا كان للتخويف معنى، فدلَّ هاذا على أي شيء؟ دلَّ هاذا على أنَّ الأحوال الفلكية قد يقترن بها ما يكون مؤثرًا على الأرض، لكن هاذا لا يعلم بالنظر في النجوم، وإنما الذي شرع الله لنا فعله في مثل هاذا هو أن ندفع هاذه الشرور المتوقعة بأي شيء؟ بالصلاة والزكاة والصوم والتكبير والدعاء وما إلى ذلك مما يشرع في أي شيء؟ مما يشرع عند الكسوف.
هناك آثار مدركة بالحس لا يمكن نفيها، كأثر القمر وحركته في المد والجزر، وكأثر القمر على بعض النبات فهاذا لا يمكن إنكاره، وهو مما جرت به العادة، فهاذا النوع من التّأثير لا يُنكر، أمّا الذي يُنكر من التأثير فهو أن يكون سير القمر، سير الشمس له أثر فيما سيكون وما سيقع، أو حتى سائر النجوم، يعني: القمر والشمس هما أعظم ما في السّماء مما نشاهد، والحكم لهما ولغيرهما.
إذًا: مسألة تأثير حركة الكواكب، أو ما هو أعم من الحركة وهو الأحوال الفلكية على الأرض فيها تفصيل:
منها ما هو مقبول، ودلّت على وجوده النّصوص والعادة، ومنها ما هو ممنوع مرفوض.
[المتن]
فيه مسائل:
الأولى: الحكمة في خلق النجوم.
[الشرح]
هاذه تقدمت في كلام قتادة: خلق الله هاذه النجوم لثلاث - اللام هنا للتعليل-: (زينة للسماء، ورجومًا للشياطين، وعلامات يهتدى بها) .
[المتن]
الثانية: الرد على من زعم غير ذلك.
[الشرح]
وذلك في قوله: (فمن تأول فيها غير ذلك أخطأ، وأضاع نصيبه، وتكلَّف ما لا علم له به) .
[المتن]
الثالثة: ذكر الخلاف في تعلم المنازل.
[الشرح]