علم التأثير: هو الاستدلال بحركات النجوم واقترانها وافتراقها وغروبها وظهورها وأشكالها على ما سيكون في المستقبل، وهاذا كفر بإجماع أهل العلم وهو من الرّجم بالغيب.
القسم الثاني من علم النّجوم علم التسيير: يعني الذي يتعلّق بسير هاذه النجوم ومنازلها، وهاذا النوع من العلم جائز إذا أفضى إلى ما فيه مصلحة للعباد من معرفة الجهات والأوقات وما أشبه ذلك، كتغير الفصول وأوقات الزروع وغيرها، فهاذا علم جائز وهو علم صحيح كما قال شيخ الإسلام - رحمه الله -، لكن الكثير منه لا يفيد، فهو من العلم الذي لا ينفع إذا تجاوز المصالح.
ننظر إلى ما ذكره المؤلف رحمه الله بعد هاذه المقدمة في التنجيم قال: (قال البخاري -رحمه الله- في صحيحه: قال قتادة: خلق الله هاذه النجوم لثلاث:) هاذه النجوم المشار إليها المصابيح التي في السماء تضيء، (لثلاث) أي: لثلاث غايات، وهاذه الغايات غايات شرعية قدرية، والمقصود بها الحكم التي من أجلها خُلقت هاذه الأشياء.
(زينة للسماء) وفائدة هاذا: الدّلالة على عظمة الخالق البارئ المصوّر، ولذلك لفت الله -جل وعلا- الأنظار إلى ما في السّماء من زينة؛ ليستدلّ بذلك الخلق على عظيم قُدرة وقَدْر الخالق لهاذه السماء وهاذه المصابيح، هاذه العلّة الأولى.
قال: (ورجوماً للشياطين) أي ويرجم بها الشّياطين، والشياطين المراد بهم: مسترقو السمع وليس كل الشياطين؛ لأن النصوص دلت على أن الذي يرجم هو مسترق السمع: {فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَصَداً} [1] .
والثالث: قال: (وعلامات يهتدى بها) ، ولم يبيّن نوع الاهتداء، لكنه معروف أنه اهتداء بها في الجهات والمسير، ويدل لذلك الآية التي فيها قوله تعالى: {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} [2] .
(1) سورة: الجن، الآية (9) .
(2) سورة: النحل، الآية (16) .