الصفحة 474 من 952

ذكر المؤلف رحمه الله في هاذا الباب حديثًا وآثاراً، أما الحديث فقال: (عن جابر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سئل عن النشرة) سُئل عن النشرة ولم يبين السائل، والمسؤول عنه هو النشرة، والنشرة هنا معرفة بالألف واللام، واختلف العلماء في الألف واللام هنا، هل هي للجنس؟ أم هي للعهد؟ فمنهم من قال: إنها للجنس، ومنهم من قال: إنها للعهد، والصحيح: الثاني، أنها للعهد؛ لأن النشرة لا تدخل كلها فيما ذكره رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في قوله: (( هي من عمل الشيطان ) )؛ بل الذي يدخل في ذلك ما كان معروفًا في الجاهلية، وهو حل السحر بالسحر، أو حل السحر بالمجيء إلى الكهان أو ما أشبه ذلك من الطرائق التي كانوا يسلكونها في حل السحر عن المسحور، فالنشرة هنا الألف واللام فيها للعهد الذهني، وهو ما كان معهودًا معروفًا عند أهل الجاهلية، هكذا قال كثير من الشراح لهاذا الحديث، وهو اختيار شيخنا عبد العزيز رحمه الله، وكذلك اختيار شيخنا محمد رحم الله الجميع.

يقول: (فقال:(( هي ) )) أي يقول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في جواب هاذا السائل: (( هي من عمل الشيطان ) )أي النشرة من عمل الشيطان، و (( من ) )هنا تبعيضية، و (( عمل الشيطان ) )أي من سعيه وتزيينه وشأنه، فقوله: (( من عمل الشيطان ) )يعني: مما يدعو إليه، قد لا يباشرها الشيطان بنفسه، قد يباشرها الساحر، قد يباشرها الكاهن، لكن لما كان الحامل إليها والداعي إليها الشيطان كانت مضافة إليه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام