الصفحة 472 من 952

عن جابر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عنه أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سئل عن النُّشرة؟ فقال: (( هي من عمل الشيطان ) )رواه أحمد بسند جيد، وأبو داود وقال: سئل أحمد عنها فقال: ابن مسعود يكره هاذا كله.

وفي"البخاري"عن قتادة: قلت لابن المسيب: رجل به طب أو يؤخذ عن امرأته، أيحل عنه أو ينشر؟ قال: لا بأس به، إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع فلم ينه عنه. اهـ.

وروي عن الحسن أنه قال: لا يحل السحر إلا ساحر.

قال ابن القيم: النشرة: حل السحر عن المسحور، وهي نوعان:

إحداهما: حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان، وعليه يحمل قول الحسن، فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب، فيبطل عمله عن المسحور.

والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة، فهاذا جائز.

[الشرح]

قال المؤلف الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد: (باب ما جاء في النشرة)

ومناسبة هاذا الباب لكتاب التوحيد: أن النشرة منها ما هو شرك ومنها ما ليس بشرك، فاحتاج المؤلف رحمه الله لذكرها لبيان ما يجوز منها مما لا يجوز، هاذه مناسبته لكتاب التوحيد.

أما مناسبته للكتاب الذي قبله؛ فإنه في الباب السابق ذكر المجيء إلى الكهان بعد ذكر السحر وأنواعه؛ لأن كثيراً من الناس إذا بلوا بهاذا البلاء العظيم، إذا بُلوا بالسحر طلبوا علاجه من الكهان، فذكر رحمه الله الطريق الثاني الذي يُسلك في كشف هاذا البلاء وعلاجه، وهو النشرة، ولم يجزم رحمه الله في الترجمة بحكم، بل أطلق ذلك بقوله: (باب ما جاء في النشرة) ؛ لأن الذي جاء في النشرة ليس على وجه واحد، بل هو مختلف وذلك باختلاف نوع النشرة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام