قال رحمه الله: (وقال ابن عباس في قوم يكتبون(أبا جاد ) ) ما هو أبا جاد؟ أبجد هوّز حطّي كلمن .. إلى آخره، هاذه الكلمات يستعملها بعض الناس لمعرفة الغيب، حيث يجعلون لكل حرف رقمًا، وهاذه الأرقام تُجمع وتُطرح ويُبنى عليها الخبر الذي يُخبرون به، ولذلك ذكرها المؤلف -رحمه الله- في هاذا الباب، فـ (أبا جاد) هي استناد إلى (أبا جاد) أحد الطرق التي يُتوصّل بها إلى التكلم بالغيب، فهي من جنس فعل الرمّال، ومن جنس فعل العرّاف، ومن جنس فعل المنجّم والكاهن.
قال: (وينظرون في النجوم) يكتبون (أبا جاد) وينظرون في النجوم، فجمعوا طريقين: استعمال الحساب، واستعمال النجوم.
(ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق) يعني: من نصيب؛ لكونه قد كفر بالله -عز وجل- ونازع الله فيما اختص به من علم الغيب.
[المتن]
وفيه مسائل:
الأولى: لا يجتمع تصديق الكاهن مع الإيمان بالقرآن.
[الشرح]
نعم صحيح؛ لقوله: (( كفر بما أنزل على محمد ) )والذي أُنزل على محمد هو القرآن الكريم: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [1] . [المتن]
الثانية: التصريح بأنه كفر.
[الشرح]
ذكرنا أنه يحتمل الكفر الأكبر أو الأصغر، نعم.
[المتن]
الثالثة: ذكر من تُكهن له.
الرابعة: ذكر من تُطير له.
الخامسة: ذكر من سحر له.
السادسة: ذكر من تعلم أبا جاد.
السابعة: ذكر الفرق بين الكاهن والعراف.
[الشرح]
ما هو الفرق بين الكاهن والعرّاف؟ اختلاف الطرق في التوصل إلى الغيب.
طيب، أيهما أقرب للإصابة، المنجم أو الكاهن؟ الكاهن، وجه ذلك أن الكاهن إما أنه يستدل بمقدمات أو يتلقى عن مسترق السمع، أما المنجم فيعتمد على حركة النجوم، والضلال فيها أعظم وأكبر.
بسم الله الرحمان الرحيم
[المتن]
باب ما جاء في النُّشرة
(1) سورة: النمل، الآية (65) .