الصفحة 470 من 952

يقول: رواه البزار بإسناد جيد، ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن من حديث ابن عباس دون قوله: (( ومن أتى ) )) يعني في آخر الحديث إلى آخره.

بعد أن فرغ المؤلف -رحمه الله- من ذكر النصوص والأحاديث التي فيها التحذير من إتيان الكهان وبيان أنه من الكفر، إما الكفر الأكبر أو الكفر الأصغر، قال رحمه الله: (قال البغوي: العراف: هو الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك.)

هاذا في بيان معنى العراف في اصطلاح خاص، وإلا من حيث المعنى العام ذكرنا لكم أنه اسم للكاهن والمنجم والرمال وكل من يخبر بأمور الغيب بأي طريق يسلكها.

قال شيخ الإسلام رحمه الله: فإن كان المعنى اللغوي لا يساعد على هاذا العموم فإنه يشمله العموم المعنوي، فالعموم المعنوي للكاهن والمنجم يدخله في قول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( من أتى عرافًا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يومًا ) )وفي قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ) ).

(والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل، وقيل: الذي يخبر عما في الضمير.

وقال أبو العباس ابن تيمية: العراف: اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم) يعني: من الذين يخبرون بالغيب لذلك قال: (ممن يتكلم في معرفة الأمور بهاذه الطرق.)

إذًا الفرق بين المنجم والكاهن والرمال وغيرهم ممن يخبر عن أمور الغيب، هو في الطريق الذي يتوصلون به إلى الخبر عن الغيب، أما المعنى العام الذي يشتركون فيه فهو أنهم يتكلمون عن أمور غيبية لا يعلمها إلاّ الله، وهاذا من أجمع الكلام وأوضحه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام