الصفحة 469 من 952

وفاتنا أن ننبه في الأحاديث السابقة، وفي هاذا الحديث أيضًا في قوله: (( من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد ) )هاذا فيه ما في الأحاديث السابقة من التحذير من إتيان الكهان، لكن تأمل هاذه الأحاديث: (( من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد ) )هاذا هو عقوبة من يأتي الكاهن، فكيف بعقوبة الكاهن؟ وهاذا يدلك على عِظم شرّ العمل، وأنه فساد كبير، إذا كانت هاذه عقوبة من يأتي الكهّان فكيف بعقوبة الكهان أنفسهم؟ عقوبتهم أعظم وأشد وأشق، ولذلك يجب على المؤمن أن يَحْذَر منهم، وأن يُحَذِّر منهم، لا سيما وأن الكهانة شاعت وانتشرت بين الناس، وأصبحت علمًا يسمونه العلم النوراني في بعض البلدان، يسمونه علمًا نورانيّاً، وهو علم نيراني في الحقيقة؛ لأنه يفضي بأهله إلى النار، ويوقعهم فيما يستوجبون به عقوبة رب العالمين؛ لأنهم ينازعون الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- ما اختص به من العلم بالغيب.

والعجيب أن بعض الصّحف في غير هاذه البلاد، في غير بلادنا تحتوي على زاوية للأبراج يخبر فيها عن السعود والنحوس، ولا سعد إلا من الله جل وعلا، ولا نحس إلا من نفسك، فيجب على المؤمن أن يَحْذَر من هاذه الأمور، وأن يُحَذِّر منها، الناس يتهاونون بها ويظنّونها فكاهة ونزهة ومتعة، نسأل الكاهن ويش يقول؟ خلونا نشوف حظنا، خلونا نشوف ويش نقابل، وهم في قرارة أنفسهم لا يصدقونه، لكن مجرد السؤال يُوقع الإنسان في المحذور الذي ذكره رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( لم تقبل له صلاة أربعين يومًا ) )أو (( أربعين ليلة ) )فيجب التحذير من هاذا وبيان شره، لا سيما وأن الناس انفتحوا على الخارج بالاتصالات والقنوات وغيرها من وسائل الاتصال بالمجتمعات التي بُليت بهاذه البلايا، نسأل الله -عز وجل- أن يطهِّر بلاد المسلمين من هؤلاء.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام