الصفحة 468 من 952

(وعن عمران بن حصين مرفوعًا:(( ليس منَّا من تطير أو تُطُيِّر له ) )) انتقل المؤلف -رحمه الله- إلى حديث عمران، وفيه قال: (( ليس منَّا من تطير أو تُطُير له ) ).

التطير: هو التشاؤم، وسيأتينا في باب مستقل، نفى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يكون المتطير من هاذه الأمة (( ليس منَّا ) )أي: أمة الإسلام (( من تطير ) )أي: تشاءم (( أو تُطُير له ) )يعنى: أو تشوئم له، بأن يقال له: حظك اليوم ما هو حسن، حظك اليوم نحس، لا تذهب، لا تراجع في المعاملة الفلانية، لا تفعل هاذا الأسبوع العمل الفلاني، لا تتزوّج، لا تعقد عقدًا، هاذا كله من التطيّر، من التشاؤم الذي يدخل في قول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( ليس منَّا من تطيَّر أو تُطُيِّر له ) ).

قال: (( أو تكهن أو تُكُهن له ) )والفرق بينهما- مع أن التطير نوع من الإخبار بما سيكون؛ لأنه يتوقع من الطيرة أن يكون في الفعل خيرٌ له أو شر له، فيترك أو يفعل-: أن التكهن أعم من التطير؛ لأنه لا يختص بالتشاؤم، بل هو للخبر عن المستقبل على وجه الإطلاق، سواء فيما يُتشاءم به، أو فيما لا تشاؤم فيه.

(( أو تكهن أو تُكُهن له ) )تكهن بنفسه، بأن تعاطى الكهانة (( أو تُكُهن له ) )بأن طلب من الكهان الخبر، أو وصى من يأتي له بالخبر من الكهان.

قال: (( أو سحر ) )سحر بنفسه (( أو سُحر له ) )أي طلب السحر من غيره، وهاذا فيه التحذير من الفعل ومن قصد الفاعل.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام