واعلم أن كلمة (إلاه) في لغة العرب اسم لما عبد بحق أو باطل، ولذا معبودات الكفار تسمى آلهة: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} [1] فسماه الله -عز وجل-: إلهًا، هاذا الأصل في الإله، الأصل في الإلاه اسم جنس لما يُعبد بحق أو باطل، لكن غلب استعماله على الإلاه الحق، وعرفنا معنى الإلاه هو أنه المعبود المطاع -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، وفسره الشيخ في عدة مواضع بتعريفات متنوعة تدور على معنى واحد، فقال: (الإلاه الذي يقصد بالعبادة.) هاذا تفسير الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
الرد على من فسر الإلاه بأنه القادر المخترع:
فسره جماعة من أهل العلم بأنه المخترع أو الصانع أو القادر على الخلق، وهاذا التفسير تفسير مبتدع ترده اللغة ويرده القرآن والسنة. وإنما قدمتُ باللغة -وإن كان الحق في مثل هاذه الألفاظ ألا ينظر فيها إلى اللغة، وإنما ينظر فيها بالقرآن والسنة- وذلك أنهم احتجوا باللغة، قالوا: هاذا معناه في اللغة.
والصحيح أن ليس في كلام أهل اللغة أن الإلاه هو المخترع ولا القادر والصانع، وإنما هو المعبود، ويمكن مراجعة المعاجم، وما نقلوه عن أهل اللغة إنما هو باطل، ولم يُنقل عن أحد من سلف الأمة أنه فسر الإلاه بهاذا المعنى، وهل هاذا أمر سهل حتى يغفل عنه السلف؟ هاذا أمر يتعلق بكلمة الإسلام وكلمة التقوى وأصل الدين ومفتاح الجنة، فلو كان ذلك صحيحًا لبُين، لكن لم ينقل عن أحد منهم هاذا المعنى.
ثم إن تفسير (الإلاه) بالخالق أو بالصانع أو القادر هو تفسير باللازم، ونحن لا نعارض أن من لوازم هاذا الوصف أن يكون خالقًا قادرًا صانعًا، لكن قَصْر هاذه الكلمة الجليلة على هاذا المعنى غلطٌ. هاذا الوجه الثالث.
(1) سورة: المؤمنون، الآية (118) .