مناسبة الآية للباب واضحة، وهي بيان فضل التوحيد، وأنه سبب للأمن والاهتداء في الدنيا والآخرة.
ثم قال: (عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:(( من شهد أن لا إلاه إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله ... أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ) ).)
(( من ) )شرطية، فعل الشرط قوله: (( شهد أن لا إلاه إلا الله ) )فهاذا هو الشرط، وأما جوابه فقوله: (( أدخله الله الجنة ) ). هاذا الحديث من أجمع الأحاديث التي ذكر فيها النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما يخرج به العبد من الكفر ويدخل به إلى الإيمان، فقد جمع فيه من العقائد التي هي سبب للفوز في الدنيا وفي الآخرة. بدأ ذلك بأهمها وأعظمها وأشرفها وأعلاها وهو التوحيد فقال: (( من شهد أن لا إلاه إلا الله وحده لا شريك له ) )وذكر الشّهادة لله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- بالإلهية بصيغة الحصر بالنفي والإثبات الذي هو أقوى صيغ الحصر، ثم أكد ذلك بقوله: (( وحده لا شريك له ) ). أكد النفي والإثبات: فـ (( وحده ) )تأكيد للإثبات، وتوكيدُ النفي قولُه: (( لا شريك له ) ).
والشهادة في الأصل تدور على القول والعقد والإظهار والبيان، فـ (( من شهد ) )يعني: من اعتقد بقلبه وقال بلسانه وأظهر ذلك، (( أن لا إلاه إلا الله ) )أي لا معبود إلا الله، فإلاه فِعال بمعنى مفعول، ومعناه المعبود المطاع، هاذا معنى الإله، أي: لا معبود مطاع إلا الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.