الصفحة 40 من 952

الجواب: نعم، من ذلك قوله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [1] ، وور في مواضع أخرى منها قوله تعالى: {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [2] ، ومنه: {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ (106) } [3] . فدل ذلك على أن الشرك ظلم كما تقدّم بيانه بتفسير النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. {أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ} هاذا خبر المبتدأ؛ لأنّ قوله: {الَّذِينَ آمَنُوا} مبتدأ. {أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} و {أُولَئِكَ} اسم إشارة، وأتى بالكاف الدالة على البعد لبيان شريف مكانتهم وعظيم منزلتهم، وأنهم لما حققوا هذين الوصفين بلغوا الغاية فيما يستحقون. {أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} فالأمن ضد الخوف، وذلك أن الله يؤمِّن أهل التوحيد من أنواع المخاوف في الدنيا والآخرة، فهم آمنون من الخوف في الدنيا لأن قلوبهم معلقة بالله؛ ويعلمون أن ما أصابهم لم يكن ليخطئهم وما أخطأهم لم يكن ليصيبهم، وأنه لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع، كما أنه لا يمنع السيئات إلا هو ولا يعطي الحسنات إلا هو -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، وإذا كان العبد ملأ قلبه بهاذه المعاني فمم يخاف؟! لا يخاف شيئًا. وهم آمنون كذلك في الآخرة من العذاب؛ لأنهم حققوا غاية الوجود، وأتوا ما يستحقون بسببه الفضل والإنعام من رب العالمين، فهم آمنون من المخاوف في الدنيا، وفي الآخرة لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، نسأل الله أن نكون منهم.

ثم أفادهم وصفًا آخر وأثبت لهم فضلاً زائدًا فقال: {وَهُمْ مُهْتَدُونَ} والاهتداء هو سلوك الصراط المستقيم، فهم سالكون للصراط المستقيم الذي يحصل به فلاح الدنيا والآخرة.

(1) سورة: لقمان، الآية (13) .

(2) سورة: البقرة، الآية (254) .

(3) سورة: يونس، الآية (106) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام