الصفحة 392 من 952

الجواب: لا، هاذا الوصف في الذكر ينبغي أن يكون تابعًا لغيره لا مقدمًا على غيره، خلافًا لما يجري عليه حال كثير من الناس في وصفهم رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، حيث يقتصرون في وصفه على قولهم: المصطفى، قال المصطفى، وفعل المصطفى، وما أشبه ذلك، وليس هاذا بجيِّد، بل الذي ينبغي أن يُذكر -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأعلى أوصافه وأخصها وهي الرِّسالة، ثم بعد ذلك يذكر بقية الصفات التي يشاركه فيها غيرُه، لكن أخص ما اختص به -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من الصفات الرسالة، وله منها أعلى نصيب -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

ولذلك المؤلف -رحمه الله- في نهاية الكتاب ذكر: (باب ما جاء في حماية النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) . ولعلَّ المؤلف -رحمه الله- ذكر هاذا الاسم في هاذا الموضع موافقة لما اشتهر من تسميته -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بهاذا الاسم، وإن كان غيره أشهر وأحسن وأكمل في إيفاء النبيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حقَّه، فتنبه لهاذا.

قال: (جناب التوحيد) ، باب ما جاء في حماية المصطفى جناب التوحيد.

(جناب) المقصود به الجانب، والجانب هو الناحية، والمقصود بالجانب والجناب والناحية، المقصود بهاذا كله هو ما قارب الشيء ولو لم يكن فيه، فكلُّ ما قارب الشيء ودنا منه فإنَّه جانب وجناب وناحية.

والمقصود: أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد حمى جانب التّوحيد، يعني: حمى حماه كما في ترجمة المؤلف -رحمه الله- في آخِرِ الكتاب، فهو لم يقتصر في حمايةِ التوحيد على حماية الأصل، بل حمى الأصل وحمى الفِناء، وحمى الناحية، وحمى ما قارب التّوحيد فضلاً عن حمايته للتوحيد نفسه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام