والاقتصار على ما في القرآن كافٍ، ثلاثة أشياء في التمرة تضرب مثلاً للحقارة والقلة منها هاذا، فهؤلاء لا يملكون حتى غشاء نواة التمرة، فكيف يطلب منهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات؟ إن هاذا لسفه بيِّن وضلال واضح: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ (191) إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكِمْ} . وهاذا نظير قوله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} الآيات.
المهم أن هاتين الآيتين قدم بهما المؤلف -رحمه الله- لبيان أن جميع ما يعبد من دون الله لا يخلق، وهو مخلوق، ولا ينصر غيره ولا ينصر نفسه، ولا يملك شيئًا. فإذا كان لا يخلق، وليس في قدرته النصرة، وليس له ملك، فكيف يعبد؟ عبادته وهو على هاذا الحال، هاذا من أعظم الضلال والسفه.