ثم قال في بيان الإنكار على هؤلاء في شركهم: {وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا} والنصر هنا يشمل كل ظفر، سواء كان في حرب أو في نقاش أو في جلب خير أو دفع شر أو غير ذلك، النصر هو الظفر {وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ} . فهم عاجزون عن نصر غيرهم وعاجزون عن نصر أنفسهم، ومن كان كذلك فإنه لا يستحق شيئاً من العبادة، ولا يصرف له شيء منها.
ثم قال المؤلف رحمه الله: (قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ} ) . تدعون من دونه دعاء مسألة ودعاء عبادة، ما يملكون من قطمير، (ما) هاذه نافية، {يَمْلِكُونَ} والملك هو تمام التصرف {مِنْ قِطْمِيرٍ} القطمير هو الغشاء الذي يغلّف نواة التمرة، وهو مثل يضرب في القلة والحقارة. والتمرة فيها أربعة أشياء تضرب مثلاً في لغة العرب للقلة والحقارة: هاذا القطمير في الآية في قوله: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ} . الثاني النقير، وذلك في قوله: {وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} [1] الثالث الفتيل، وذلك في قوله: {وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيَلاً} [2] الرابع ليس في القرآن، وهو التفروق.
(1) سورة: النساء، الآية (124) .
(2) سورة: الإسراء، الآية (71) .