الصفحة 252 من 952

ثم قال: {وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} كل هاذا بيان لوجه ضلال دعوة هؤلاء وطلب الحاجات منهم، سواءٌ أكانت دعاءً مطلقًا أم دعاء استغاثة أم دعاء استعاذة أم دعاء استجارة.

ثم قال: وقوله: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} هاذا استفهام أيضًا لبيان عظيم وصف الله عز وجل، وأنه لا يكشف ما نزل بالإنسان من الضرورات وما حل به من الكربات إلا هو -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، فهاذا استفهام بمعنى النفي، أي: لا يجيب المضطر إذا دعاه ولا يكشف السوء إلا هو -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، فإذا كان كذلك وجب ألا يسأل غيره، وألا يستغاث بغيره، وألا يستعاذ إلا به؛ لأن بيده -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- مفاتيح الفرج، وهو -جل وعلا- الذي يكشف السوء ويرفع ما نزل بالإنسان من الكربات والظلمات.

وكل هاذه الأدلة دالة على ما تقدم في الترجمة من أنه لا يجوز الاستعاذة بغير الله، ولا دعاء غيره، وأن من الشرك الاستعاذة بغير الله ودعوة غيره -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.

قال رحمه الله تعالى: (وروى الطبراني بإسناده) . أي: بإسناد الطبراني، ولم يبين المؤلف -رحمه الله تعالى- راوي الحديث ولا قصته؛ لأن المقصود المعنى الذي تضمنه، فقال رحمه الله: (أنه كان في زمن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- منافق يؤذي المؤمنين.)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام