الصفحة 251 من 952

وقوله تعالى: {فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ} هاذا في الدعاء؛ لأنه طلب خير: {فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ} . والرزق هنا يشمل الرزق الحسي والمعنوي، يشمل كل رزق يجب طلبه وابتغاؤه من الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، فلا يطلب من غيره.

قوله: {وَاعْبُدُوهُ} . هاذا عطف عام على خاص؛ لأن ابتغاء الرزق من الله عز وجل عبادة، وإنما قدمها لأن فيها بيان أن الرزق إنما سبيل تحصيله من الله عز وجل؛ لقطع حجج من يظن أن عبادة غير الله عز وجل هي سبب رزقه وسبب تحصيل مكسبه، فبين الله جل وعلا أن الرزق من عنده، وأنه يجب إفراده -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- بطلب الرزق، ولذلك قال: {عِنْدَ اللَّهِ} فقدم ما حقه التأخير لإفادة الحصر. {فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ} .

قال: (وقوله: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ} ) . {وَمَنْ أَضَلُّ} هاذا استفهام بمعنى النفي الذي يفيد سوء حال هاذا، وهو مشرب بالتحدي كما هو معلوم، فإن الاستفهام إذا جاء مضمنًا معنى النفي كان مشربًا بمعنى التحدي، يعني: أتحدّى أن يكون أحد أضل من هاذا، {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ} . وجه الضلال ظاهر أو لا؟ بينته الآية أم لم تبينه؟ بينته في قوله تعالى: {مَن لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ} يعني: لو ظل يدعو ويسأل ويتضرع ويلح في سؤاله وطلبه ما حصَّل مطلوبه هاذا ولو استمر هاذا إلى يوم القيامة.

{وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} فهم في غفلة عن دعاء هؤلاء.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام