الجن ألا يمكن أن يكونوا حاضرين وقت الاستعاذة؟ بلى يمكن. ألا يمكن أن يكون سيدهم قادراً على منع سفهائهم من أذية هاذا؟ بلى. لكن لما كان ذلك أمرًا خفيّاً فإن الله جل وعلا منعه وذمه، وجعله من أسباب الزيادة في الكفر والطغيان والوقوع فيما حرم الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، وعليه فإنه لا يستند في الأسباب إلى الأسباب الخفية التي لا تظهر؛ لأنه ما لم يكن السبب ظاهرًا واضحًا سليمًا من الشرك من كل وجه لا يجوز تعاطيه، ولا يجوز أخذه، ولا يجوز الاعتماد عليه، يعني: العمل به.
ثم قال المؤلف رحمه الله: (عن خولة بنت حكيم قالت: سمعت رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول:(( من نزل منزلاً ) )). منزلاً هنا نكرة في سياق الشرط، فتعم كل منزل ينزله الإنسان في حضره وسفره أو في سفره؟ في حضره وسفره؛ لأنه ما فيه دليل على أنه في السفر فقط، في العمار وفي الفناء، يعني: فيما بني من الأرض وفيما لم يبن.
من نزل منزلاً، بل بعض العلماء عمم ذلك حتى في المركوبات، فإذا ركبت السيارة فقلها أيضاً تسلم من الشر، إذا ركبت الطائرة قل هاذا تسلم من الشر، قال ذلك شيخنا عبد العزيز ابن باز رحمه الله.
(( فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك ) ).